كانت قافلة أمودو فاميلي هذه المرة على موعد مع الأطلس المتوسط، ب قراه البسيطة ذات الطابع الأمازيغي المنفرد، مأواه، “مأوى بوناصر” والأهم من كل هذا أعلى قممه، “قمة بوناصر” بعلو 3343متر، فقد كان طبق مشاركينا لهذه النسخة متنوعا، شاملا لعدة مدن، فهناك من حضر من العرائش، مكناس، الخنيفرة، سلا وكذلك طنجة نقطة الإنطلاق، فبعد أن لممنا شمل المجموعة بالمرور بعدة نقاط.
صوبنا بوصلتنا نحو قرية ٱولاد علي ويوسف بعمق الأطلس المتوسط، إقليم بولمان و بالضبط “مأوى بوناصر” لصاحبه “أحمد أشو” مستقبلنا ومرشدنا للصعود إلى القمة.
في اليوم الأول كنا على موعد مع جولة ممتعة لما يسمى بالحدائق المعلقة بآيت حسان، قرى بطابع أمازيغي متميز، تعرف بالزراعة العمودية التي أضفت عليها جمالا و ٱنفرادا قلما تجده في مناطق أخرى، عدا عن الشلالات المتواجدة هنا وهناك، لنعود أدراجنا بٱتجاه المأوى لتناول وجبة الغذاء، أخد دوش أزال عنا تعب السفر، والتمتع بهدوء الأطلس بجلسة أمودية محضة تبعتها مباشرة وجبة عشاء خلد بعدها الجميع للنوم.
لتكون جولتنا هذه بقرى الأطلس المتوسط بمثابة ٱستعدادات قبلية لصعود أعلى قممه باليوم الموالي، وهي المهمة الأكبر والتي أعددنا لها العدة لتتم في أحسن الأجواء، فكما يقال “الفياق بكري بالذهب مشري” فقد كان الإستيقاظ على تمام الساعة الثانية ليلا، تناولنا وجبة الإفطار والكل متحمس لما تحمله الساعات المقبلة، أقلتنا حافلة النقل المحلي إلى منبسط عطشانة نقطة الانطلاق.
ليبدأ الراندوني في أجواء باردة، مظلمة زينتها سماء مليئة بالنجوم في مشهد حابس للأنفاس، خطوة بخطوة نقطع المسافات ومع كل خطوة يتبدد الظلام لتشرق شمس الصباح فتجدنا في منتصف الطريق للوصول إلى القمة، لنعيش شوطا آخرا مليئا بالأدرينالين وتحدي الذات فلقمم الأطلس تلك العظمة التي تجعلك تقر أن للجبال هيبة ورهبة، فالإقتراب من القمة يدفع كل منا لٱستخراج أقصى طاقاته وقدراته لتتحق بعد كل هذا مقولة لكل مجتهد نصيب، ويتواجد كل الأموديات والأموديين بالقمة في توقيت وظروف مناخية مثالية تلك التي طبعت صعودنا هذا إلى قمة بوناصر.
القمة التي وأنت على أعتابها تجعلك في حيرة من أمرك لتواجد منبسط شاسع وعدة مرتفعات بها، لولا تواجد المرشد ستدفعك حتما لطرح تساؤلات أين هي القمة حقا، غير أن مرشدنا المحنك ٱبن المنطقة “علي” جعلنا نقف على علو 3343مترا، ليحقق كل منا مبتغاه ويصل إلى أعلى نقطة بالجبل وهي الزاوية التي منحتنا إطلالة شاسعة وساحرة لا تحدها العين، فتراءت لنا قمة بويبلان شامخة، و من بعيد قمة جبل العياشي مكتسية رداءها الأبيض تطل علينا من خلف السحاب.
- تحية لكل المشاركين الذين كانوا معنا في رحلة جبل بوناصر
- و شكر خاص لعائلة أحمد أشو على حسن الإستقبال و الإرشاد
- شكرا للمشاركين الأموديين الذين يسايرون أمودّو في شغفها نحو إستكشاف أماكن جديدة
ختاما، نعتذر لمشاركي قمة بوناصر على عدم تمكننا من القيام بحصة الدوش أو الحمام بوطاط الحاج وذلك لضيق الوقت، فبالرغم من نزولنا المبكر من القمة إلا أن الطريق من عطشانة إلى وطاط الحاج تطلب ساعتين من الزمن ليجبرنا بذلك على حذفه من البرنامج بهدف الوصول مبكرا إلى مدينة طنجة